تعلم كيف تتعلم
دائماً ما كنت انصح اي شخص يقابلني ويذكر مامي عن اهم ما يمكن ان يتعلمه ، فكنت اقول له الاهم هو ان تتعلم كيف تتعلم ، في هذه المقالة سوف أخبركم ماذا كنت اقصد في حينها
دعوني اروي لكم قصتي مع التعليم ، أنا غيث الكرمي لم أكمل تعليمي الاكاديمي الطبيعي وتركته منذ الصف الثالث الاعدادي وتوجهت للعمل ، وبعد هذه الخطوة الغبية بفترة طويلة ادركت كم كنت غبياً وانا في سن الرابعة عشر ليس فقط لاني لم اكمل واحصل على الشهادة الجامعية بل ايضا لاني استعجلت في الانتقال الى الحياة العملية وتركت اشياء مهمة خلفي ، اشياء كان من الممكن ات تغيير مسار حياتي كله بل من المؤكد انها كانت لتفعل ذلك ، لان كل ما اعمل به انا الان تعلمته في سنوات كنت فيها في سن أكبر من سن الجامعة او المدارس .
لا تقلق فأنا لست نادم ، لعدة أسباب واهمها هو ان هذه مشيئة الله عز وجل ، أسف لقد خرجت من سياق القصة ،لنكمل ، بعد ادراكي باهمية العلم حتى استطيع ان احسن من حياتي وحياة من حولي توجهت الى التعليم الذاتي ثم الى البحث عن المعلومات حتى لو كان مقابل العمل بها لدى من علمني وهذا ما حصل معي في دمشق عام ٢٠٠٧ م حينما تعلمت برنامج ادوبي اليستريتور الذي بدأت فيه في تغيير مسار حياتي العملية وتعلمته لدى شخص في تصميم المطبوعات وعملت لديه مقابل اجر قليل جداً مقابل ان اتعلم البرنامج والتصميم ، ثم انتقلت الى برنامج اخر وعملت في مركز لتعلمه مقابل اجر بسيط وكنت اعمل في هذا المركز اكثر من عمل حتى اخذ مرتب قليل ايضا واتعلم ، ثم انتقلت للعيش في المملكة العربيه السعودية.
في عام ٢٠٠٩ كنت قد جئت الرياض للعيش والعمل بها لكن مسيرة التعلم لم تقف هنا ، بالرغم من ان موارد التعلم عبر الانترنت لم تكن قد انتشرت مثل ما يحصل الان لكن استطعت الحصول على كتب الكتروني لتعلم برنامج ادوبي فوتوشوب وبدأت رحلة طويلة من التعلم والتعلم ، انتهي من تعلم اساسيات برنامج وادواته وانتقل للذي يليه واتعلم من الكثير من المصادر المجانية مثل اليوتيوب وايضا المدفوعه ، فأنا لا اتهاون في الاستثمار بالتعليم ابداً .
لم يكن هذا ما اردت الحديث عنه ولكن احببت ان ابدا مقالتي ب قصة لربما تعجبك.
كم مرة بدأت بتعلم مهارة او برنامج او لغة او اي شيء تحبه لكنك بعد فترة من البدأ تجد انك لم تحصل على نتيجة فتتوقف وتعود للبداية ؟
دعني اصدمك واقول لك ان السبب الحقيقي هو ان الاستراتيجية التي تحاول التعلم بها غير صحيحة.
اليوم سوف اشارك معك تجاربي و تجارب قراتها عن استراتيجية التعلم الصحيحة.
في البداية وقبل البدأ بالكلام عن تلك الاستراتيجية يجب ان تتأكد من توفر هذين الشرطين لديك:
أولاً – الرغبة في التعلم
ثانياً – الإستعداد للتعلم
هل تأكدت من وجود تلك الشروط فيك ؟ اذا هيا نتحدث عن الاستراتيجية :
١- حدد هدفك من التعلم ، ويجب ان يجتمع فيه هذه الشروط
يكون قابل للقياس
يكون قابل للتطبيق
يكون معقول
يكون محدد بزمن للتنفيذ
٢- حدد الوسائل المناسبة للتحقيق الهدف والتي تجد انك تستوعب منها
حضور دورات تدريبية
حضور دورات اونلاين او مشاهدة فيديوهات على يوتيوب
قرائة الكتب والمقالات حول المهارة التي تريد تعلمها
٣- خصص وقت تكون فيه في قمة تركيزك وتعلم فيه ، ويجب ان يكون هذا الوقت ثابت وعليك الالتزام به والاستمرار عليه حتى لو احسست بالكسل او الاحباط في البدايات ، لا تتخلى عنه ، وتذكر ان التزامك بهذا التعلم سوف يوصلك لهدفك
٤- كما قلت لكم مسبقاً انه لا عيب في تخصيص ميزانية للتعلم فهذا يعتبر نوع من انواع الاستثمار إن لم يكن هو أفضل أستثمار ، قم بشراء كورسات اذا كانت الافضل لك ان تكون الكورسات مدفوعه ، قم بشراء المعدات المطلوبة لاتقان المهارة مثل كاميرا ان كنت تريد احتراف التصوير على سبيل المثال او كمبيوتر لو كانت مهارتك تتطلب وجود كمبيوتر.
اجمع تلك العوامل فيك وسوف تستطيع ان تتعلم اي شيء تريده.
والاهم هو الحفاظ على الاستمرارية.
أتمنى لكم قرائي الاعزاء التوفيق والنجاح في كل خطوات حياتكم ، واتمنى ان يكون هذا المقال قد افادكم.