كثير من ما نرى عند متابعتنا للسوشيل ميديا أو حتى من أناس حولنا ، يريدون التخلص من الوظيفة وبدء عملهم الخاص او الاتجاه للعمل الحر او غيرها من الافكار ، وايضا ممن يشجعون على ذلك من مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي (الانفلونسر) الذين يؤثرون في افكار الناس حول تركهم للوظيفة و انها عبودية وانها تأخذ منك اجمل سنين حياتك وانك تحصل على القليل ومن يستفد هو صاحب العمل ، ، ، والكثير الكثير مما نسمعه يومياً.
أنا قد أقدمت مسبقاً على هذه الخطوة عن طريق تركي للوظيفة والتوجه لتقدم خبراتي على شكل خدمات كفريلانسر.
اسباب اقدامك انت على ترك الوظيفة تختلف عن اسبابي وعن اسباب الاخرون ، وايضا ظروفك.
لكن دعني اقل لك ان ما هو مشترك بيننا جميعا هو (بيئة العمل) تلك الحالة التي تجعل أحدنا يستيقظ من نومه ويتجه الى وظيفته في كل صباح وهو مفعم بالحيوية ، وأخر يريد ان ينقضي يومه بسرعه للخروج من مكان الوظيفة.
وهنا لا أقصد بكلامي عن بيئة العمل هي مقر الشركة او مكاتبها او ديكوراتها فقط، بل المقصود ب بيئة العمل أمر أوسع بكثير ، فهو يشمل ما ذكرت بالاضافة الى الحالة المزاجية للموظفون وايضا التعامل الذين يحظون به.

من منا لم يرا مكاتب جوجل التي تعطي بهجة وراحة و حماس لمن يدخلها وأيضا ساعات العمل المرنة في مقر الشركة ، وربما قد قلت مثلي عندما شاهدت تلك الصور ، ااااه يا ليت هذا يصبح في مكان عملي بالتأكيد كنت لانتج أكثر و أبدع أكثر وأكثر، ولكن اين أصحاب العمل عن تلك الصور والاخبار، يجب ان يروها لعلهم يعلمون انهم في الطريق الخاطئة وان هذا هو الصح.
ولكن دعني أخرجك صديقي من هذه الاحلام الوردية واقول لك ان ما هو جيد وايجابي او مريح بالنسبة لغيرك قد يكون ذا نتائج سلبية عندك انت.
أجل ما قرأته كان صحيح.!
مثل أننا نختلف عن بعضنا البعض في كل شيء، ما نحب وما نكره، ما نفضل من افلام او موسيقى او نوع اللباس الذي نرتديه، هكذا نحن في مكان او بيئة العمل ككل، ما يناسبك ويسعدك قد لا يناسبني والعكس صحيح.
انت تفضل المكان المفتوح للعمل والاخر يفضل المكتب المغلق واخر يفضل مساحات العمل المشتركة ، كل تفاصيل المكان تماما تفرق من شخص الى اخر، مثل اضائة المكان و شدة التبريد في المكيف ، الهدوء او الضجيج، الكرسي المكتبي او الاريكة او الكنبة. والكثير الكثير من التفاصيل التي ينتج عنها ان هناك من هو سعيد ومفعم بالنشاط هنا واخر يراه مكان عادي او غير ملائم للانتاجية من وجهة نظره.
أرى أفكار تدور في رأسك وهي انك تريد ان تقول لي ، هل يجب عمل استفتاء في الشركة لمعرفة ميول الموظفين وتفضيلاتهم، ام ان نجعل كل شيء في نسق ونختار الموظفين الذين يفضلون هذا النسق ، او ربما تفكر في الاستفسار عما اذا كنا نبدل المقر ب مقر أخر أكبر بأضعاف لنستطيع تقسيمه بأكثر من أسلوب للتماشي مع أزواق الجميع او نفعل كما فعلت جوجل في مقراتها.

كل ما تحدثنا عنه حتى الان هو مقر العمل ولكن بيئة العمل لا تشمل فقط مكان العمل، بالرغم من ان هذا مهم جداً.
يطول الكلام في كل التفاصيل ، ولكن لكي تبقى موظف وايضا تكون سعيد في مكان وظيفتك ، فعليك ان تجد البيئة المناسبة والتي تشمل أساسيات الراحة النفسية والجسدية ، لتتمكن من ان تكون ذا انتاجية عالية و لا تضطر لان تتمنى ان ينتهي اليوم في اسرع وقت وتخرج من هذا المكان، وايضا لان لا تضطر للتفكير في ترك تلك الوظيفة او ذلك المكن في كل يوم.
أصنع بيئتك بنفسك وان لم تستطع فانت في المكان الخاطئ.
حاوط نفسك بكل ما يجعلك سعيد ، لتتمكن من ان تمضي سنوات الوظيفة بصنع ذكريات رائعه وان لا تأخذك مشاكل العمل عن انتاجيتك وتقدمك.
